شعر - كمال المزيني

في ماء البحر وموجته
حسنائي ألقت ساقيها
طوبى للبحر بجارته
إن يمضي العمر يناجيها
وسألت البحر أتعشقها
أم حسبك تأتي تباهيها
فأجاب اليم بلوعته
عجباً هل مثلي يدانيها
والماء بقاعي تلاطمه
وجداً كي يرمق عينيها
الشمس ترنو لها جذلى
والقمر ينير لياليها
والوادي يأتي منساباً
يمسح عن وجه روابيها
والبلبل ردد ألحاناً
تذْكر بنغازي وماضيها
تاريخ مدينتنا يحكي
عن طيب وطهر أهاليها
عن قصة عشق عذريٍ
ضمت جدران حواريها
لفتى بالغربة معلولُ
قد أعي الطب تداويها
ما علموا أبداً ما علموا
أن ذكر العودة يشفيها
يا سعده من لثم ثراها
والآه ستقتل جافيها