
أخط بعبق الذكريات
على جدرانك مدينتي
قصصاً وروايات
تحكي أحلاماً وأماني
كانت في الماضي طفلاً
لا يحمل بين ثنايا القلب
إلا ضحك وبكاء
لا يذكر إلا قصص الجدة
تحكي بالليل
عن غول يتسكع ليلاً
يبحث عن طفل شيطان
ليضعه في داخل بطنه
ويعود لكوخه شبعان
وينام
وينام طويلاً لا يصحوا أبداً
مدام هناك أطفال بالبيت نيام
والجدة تسرد وتراقب
ولضعف البصر بعينيها
تسأل من جلس يسليها ..
أتراه نام؟
هل تذكرين يا مدينتي
بنغازي
بنت الجيران؟
تلعب بالحبل وأختيها
قفزاً وغناء
وتردد كلمات كانت
نغم جذاب.
آه يا مدينتي
حبك يكبر فينا يا بنغازي
ليلاً ونهار
ينمو تتفرع أغصانه
وجذوره تخترق الأعماق
حلمك نبراسّ يرشدنا
لسمو الذات
كنا في الماضي أطفالاً
لا نفقه عاقبةً الأيام
لا نعرف معنى للترحال
نحلم انك سوف تكوني
خير بقاع الأرض
ستكوني زهرة هذا الكون
ستكوني عروساً عذراءُ
تلبس فستان الأفراح
وتضم وروداً بيديها
تعبر واثقةً بخطاها
طرق الآمال
ولكن يا مدينتي
آه يا مدينتي.
مدينتي
أريد أن أخط فوق جدارك
كلمات
ليست كالكلمات
لا أحرف فيها تصف الحال
أو الأحوال
كلمات من فيض تهديه
لك العينان
آه يا مدينتي .
اعذريني مدينتي
ما كانت لك تلك الكلمات
لا يمكن أن أقبل يوماً
وصفك أماً لا ترعى طفلاً محتاجاً
يشكوا الحرمان..
لا يمكن يوماً أن انزع حبك من قلبي
هذيان...
أنت سيدتي... بنغازي
عنوانك عنوان الذات