وجه من وجوه بنغازي

نجاة طرخان

نجاة طرخان

نجاة جملي طرخان هي من النساء القلائل اللائي وهبن حياتهن للعمل الأهلي فى ليبيا بانخراطها مبكراً فى حركة الكشاف بليبيا كإحدى المؤسسات لحلقة المرشدات في العام 1960م إلى جانب عضويتها ومشاركتها في عديد من الأنشطة الاجتماعية ذات الطابع الأهلي وفي مقدمتها جمعية النهضة النسائية (التي أسستها في عام 1954م الرائدة حميدة طرخان) و التي كانت فيها من العناصر الشابة الفاعلة والمؤثرة في نشاطاتها الخيرية فأمست بحضورها المميز ومثابرتها تلك إحدى أولئك الرائدات اللاتى يشار إليهن بالبنان عندما يتطرق بنا الحديث عن نشاطات المرأة الليبية في هذا الشأن، فالمربية الفاضلة "نجاة طرخان" أصيلة مدينة بنغازي, مثلت بعطائها المتواصل وتصميمها وعزيمتها التي لم تئن يوماً صورة صادقة, ومثيرة للإهتمام لما يمكن أن تكون عليه المرأة الليبية بأدائها وحضورها المشرق والمشرف سواء داخل ليبيا أو خارجها بتمثيلها لوطنها خير تمثيل في المؤتمرات والمحافل الدولية وهو ما عزز هذه الصورة وعمقها في ذاكرة هذا الوطن الذي ستسجل ذاكرته هذا الدور العظيم والذي برهنت فيه على قدرتها الفائقة وإيمانها بالعمل الإنسانى الخلاق فكانت بحق أحد الوجوه المشرقة الليبية التي كرست حياتها عبر عقود من الزمن لهذه الغاية الإنسانية النبيلة بإرادة وعزم متفانية في عملها هذا لتصبح نموذجاً و مثالاً لنسائنا الليبيات.

وسيرة المربية الفاضلة "نجاة طرخان" أصيلة مدينة بنغازي والمولودة بها في 17 من شهر سبتمبر فى العام 1942م حافلة بالمهام والوظائف التي تقلدتها في حياتها المهنية والعملية منذ تخرجها وحصولها على دبلوم المعلمات ودبلوم الخدمة الإجتماعية وحتى تقاعدها الإختيارى في مايو من عام 1991م, فكانت من الرائدات في مجال التعليم كمعلمة وأمينة مكتبة وسكرتيرة لمراقبة تعليم البنات بوزارة التربية والتعليم من عام 1960 إلى عام 1964م وباحثة إجتماعية لشؤون المهاجرين بوزارة العمل والشؤون الإجتماعية حتى تكليفها بوظيفة المساعدة لمديرة المركز الإجتماعي للأسرة والطفولة إلى جانب مهامها كرئيسة لمكتب التدريب بالمركز من عام 1964 إلى عام 1968م و هو العام الذي انتدبت فيه للعمل بوزارة الإعلام والثقافة بطرابلس كمحررة بمجلة المرأة ومقدمة لبرنامج عالم الأطفال بالتلفزيون الليبي إلى عام 1972م لتنتقل بعدها للعمل كموظفة بمصرف الصحارى الرئيسي بطرابلس حتى عام 1975م لتعود بعدها من جديد لتمارس دورها التربوي بامانة التعليم وقتها كأخصائية إجتماعية بالمدارس الإعدادية بطرابلس وبنغازي وموجهة للتربية الإجتماعية وأنشئت كذلك وترأست قسم التربية الاجتماعية بنفس الأمانة من عام 1975م إلى تقاعدها الإختيارى فى العام 1991م وتفرغها كلية لنشاطها الكشفي كقائدة لحلقة قدامى المرشدات بمفوضية كشاف بنغازي و قد عملت بكد وجد على أن تشرك المرشدات القدامى في نشاطات كشاف ليبيا من واقع خبرتهن ورغبتهن الصادقة في البذل والعطاء وتأكيداً على مقولة .. كشاف مرة كشاف للأبد.

المصدر: مراد الهوني