
بعد أن تحدثت في مرة سابقة وبالتحديد في مقال نشر يوم 25-1-2007 عن حق أطفال مدينة بنغازي الذين تعرضوا للغدر والإبادة الجماعية في القصاص العادل من الجناة الذين أجرموا بحقهم وبحق البيان الأول للثورة، أعود وأتحدث عن حق الباقين من أطفال هذه المدينة في العيش بسلام وأمان وضمان عدم تكرار لهذه الجريمة البشعة .
إن إتفاقية حقوق الطفل الدولية نصت على أنه من حقوق الطفل الأساسية تربيته وتنشئته في بيئة ثقافية تنمي في الطفل العادات والمهارات اللازم إكسابها للطفل لضمان تطوره ومواكبته للمعارف الأساسية والثقافات المختلفة, وهنا وفي مدينتنا نجد أن الطفل يدخل المدرسة ويعبأ ويكدس بالمعلومات وتتلو ذلك مراحل أخرى حتى يكبر ويتخرج ويدخل سوق العمل وهو عبارة عن آلة جاهزة للعمل وتأخذ أدوات الاعلام المختلفة وأشهرها الفضائيات والانترنت دور المربي والمثقف والمعلم الأول في عملية التنمية للطفل ولا سيما في ذلك البدايات التي تأتي مع الأفلام الكرتونية وما أدراك ما الأفلام الكرتونية, والتي في الغالب يكون مصدرها شركة ديزني الأمريكية وما أدراك ماشركة ديزني الأمريكية, وغير ذلك من المؤثرات الأخرى كالشارع الذي يتعلم فيه بداياته مع التدخين وما يتبع ذلك من إنجرار وراء المخدرات وتجارها الذين يقومون باستغلال الأطفال في ممارسات لا أخلاقية لا تعرف عواقبها.
إن مدينة بنغازي لا يوجد بها مركز ثقافي واحد خاص بالطفل ولا حتى نادي ثقافي لاحكومي ولا حتى خاص وحتى المنتديات يغلب عليها الطابع الرياضي والموسيقي والفني، إن أطفال هذه المدينة بحاجة لوقفة جادة إلى جانبهم فهناك تقصير واضح وظاهر في هذا الموضوع ابتداء من مسرح الطفل المتوقف عن البناء لأكثر من عقدين من الزمان وحتى المركزالثقافي للطفل والذي لا يعرف حتى المكان الذي سيقام فيه ولا حتى المهتمين بالطفولة، ومدير مكتب الطفولة والتي ليس لديها مكتب وتمارس عملها من مقر جمعية أهلية والذي قام بتأثيثه وتجهيزه أحد الأشخاص الخيرين في هذه المدينة، ولا حتى لجنة تقييم وتحديث متطلبات الطفولة التي تبذل جهودها الخاصة والتي لم يخصص لها لا مقر ولا يوجد لديها حتى قرطاسية وتقوم بدراساتها وأبحاثها وتقديم مشاريعها بالمجهود الذاتي؛ والتي منها مشروع التغذية المدرسية المجانية والذي تم طيه والذهاب به وتنفيذه في مكان آخر بعيداً عن أطفال هذه المدينة.
وختاماً فإن أطفال هذه المدينة بحاجة حقاً لمن يقف إلى جانبهم ويهتم بهم، ولن نسأم من طرق أبواب الصحف والمجلات وحتى المواقع الثقافية والاجتماعية وأيضاً (المستقلة) من هذه المواقع للتحدث عن أهمية الاهتمام بالأطفال وتنميتهم في مدينة بنغازي.